9- الإيمان بالكنيسة الواحدة الجامعة الرسولية:
والكنيسة هى مبنى الكنيسة- وجماعة المؤمنين ورجال الكهنوت (الرئاسة الكنسية) (مت18: 18), فالكنيسة واحدة فى الإيمان والعقيدة والفكر والتعليم، بل أيضاً واحدة فى الروحانية. فالسيد المسيح يريد كنيسة واحدة على مثال وحدة الأقانيم فى الثالوث.
فالكنيسة الواحدة تشمل كل أعضاء الجسد الواحد (المؤمنون) على الأرض وفى السماء، كما تشمل الملائكة أيضاً (أف2: 19).
والكنيسة مقدسة لأن المسيح سلم نفسه للصليب "لكى يقدسها بدمه، ولكى يحضرها لنفسه كنيسة مجيدة لا دنس فيها ولا غضن...." (أف5: 25- 27).
كما أن الكنيسة جامعة تحوى من كل جنس ولون ولسان، ورسالتها فى كل العالم إلا أن لها الأجماع العام على الإيمان المسيحى الأرثوذكسى.
كذلك كنيسة رسولية لأنها "مبنية على أساس الرسل والأنبياء ويسوع المسيح نفسه حجر الزاوية" (أف2: 20).
لذلك من يدعى الكهنوت لنفسه دون وضع يد عليه من رؤساء شرعيين رسوليين متصلين بسلسلة الخلافة الرسولية. فإنه لا يمكن الاعتراف بدرجته الكهنوتية كما أوصى مجمع نيقية فى قراراته بإعادة معمودية من تعمدوا بيد الهراطقة.
10- الإيمان بالمعمودية الواحدة لمغفرة الخطايا:
المعمودية لها أهميتها وضروريتها للخلاص، الإنسان حسبما قال السيد المسيح لنقوديموس فى (يو3)، وقوله أيضاً فى (مر16: 16) "من آمن واعتمد خلص".
وفى المعمودية ننال استحقاقات دم المسيح للمغفرة، فتغفر لنا جميع الخطايا السابقة للمعمودية، سواء الخطية الأصلية الجدية، أو الخطايا الفعلية السابقة للمعمودية فالمعمودية واحدة لأن ما دامت الخطيئة الأصلية قد غفرت، فلا داعى لتكرار المعمودية إذن. أما الخطايا الفعلية التى ترتكب بعد المعمودية، فتغفر بواسطة سر التوبة والاعتراف.
والمعمودية تكون واحدة بين جميع الكنائس المسيحية التى لها الإيمان الواحد الأرثوذكسى. لذلك تقبل الكنيسة القبطية معمودية الكنائس التى معنا فى الإيمان الواحد السليم.
كما يجب أن يقوم بالمعمودية رجال الكهنوت معترف بهم، وليسوا تحت الحكم، كما أقر ذلك مجمع قرطاجنة سنه 276م برئاسة القديس كبريانوس.
كما يجب أن تكون المعمودية على أسم الثالوث، وثلاثة غطسات باسم الأب والابن والروح القدس"(مت28: 19).
11- الإيمان بقيامة الأموات وحياة الدهر الآتى:
الإيمان بقيامة الأموات الأبرار والأشرار، حسبما ورد فى كلمات السيد المسيح " تأتى ساعة يسمع فيها جميع الذين فى القبور صوته. فيخرج الذين فعلوا الصالحات إلى قيامة الحياة، والذين فعلوا السيئات إلى قيامة الدينونة"( يو 5: 28-29) والسيد المسيح كان باكورة لقيامتنا جميعاً(1كو15: 20-23). فالقيامة هى بأجساد ممجدة روحانية سماوية غير مادية.
والقيامة العامة يعقبها الدينونة ويكون هذا فى المجئ الثانى للرب يسوع لذلك قيل عن السيد المسيح " إن ابن الإنسان سوف ياتى فى مجد أبيه مع ملائكته وحينئذ يجازى كل واحد حسب عمله( مت16: 27)، (مت25: 31-33).
وفى أثناء القيامة العامة ومجئ المسيح الثانى يكون اختطاف للأحباء الذين على الأرض وتتغير أجسامهم كقول الكتاب " الرب نفسه بهتاف، بصوت رئيس ملائكة وبوق الله، سوف ينزل من السماء. والأموات فى المسيح سيقومون أولاً. ثم نحن الأحياء الباقين سنخطف جميعاً معهم فى السحب لملاقاة الرب فى الهواء. وهكذا نكون فى كل حين مع الرب" (1تس4: 16-17). وبذلك تكون أحداث اليوم الأخير كالآتي:
1- مجئ المسيح الثانى مع ملائكته وربوات قديسيه.
2- قيامة الأموات الأبرار والأشرار.
3- اختطاف القديسين على السحاب وتغيير طبيعة أجسادهم إلى جسد القيامة.
4- الدينونة العامة حيث يظهر جميع البشر أمام كرسى المسيح، لينال كل واحد بحسب ما صنع خيراً كان أم شراً (2كو10: 5).
وبذلك تنتهى الحياة الحاضرة فى هذا العالم المادى، لتبدأ حياة الدهر الآتى. هكذا يأخذ قانون الإيمان النيقاوى القسطنطينى فى إعلان عن الإيمان المسيحى الأرثوذكسى النقى بداية من الإيمان بوجود الله، حتى الدينونة العامة والحياة فى الدهر الآتى