الرب القارع على الباب
"هنذا واقف على الباب وأقرع. إن سمع أحد صوتي .. أدخل إليه وأتعشى"
(رؤ 3: 20 )
هذه هي كلمات الرب لكل أمين في كنيسة لاودكية. ولنلاحظ جيداً ترتيب الاستجابة المحتملة؛ أولاً سماع صوته ودعوته للتوبة، ثم فتح الباب.
في حالة عروس النشيد عندما سمعت صوته، كانت تنقصها القوة لتفتح الباب حتى فاتت الفرصة وأصبح الوقت متأخراً. لذلك ليس كافياً أن نسمع صوته. كثيرون من المؤمنين للأسف موجودون في ارتباطات شريرة يسمعون صوت الرب القارع، لكنهم يستمرون حيث هم. هكذا يمكن أن يكون الأمر مع القديسين في لاودكية، ما لم يمسكهم الرب في رحمته كما فعل الملاكان مع لوط في سدوم ويجبرهم على أن يفتحوا الباب. وعندما يُفتح الباب "إن سمع أحد ... وفتح الباب"، ما أغنى البركات التي تتحقق:
أولاً: أدخل إليه. إلى الشخص الذي بالنعمة قد فتح الباب وإذ يدخل الرب فهو سيُظهر كل نعمته "أتعشى معه" - أي أنزل إلى حيث هو موجود وأتشارك معه في ما له. كم هو عجيب تنازله! لكن إذا كان هو تبارك اسمه سيتعشى أولاً مع الذي فتح الباب، فهذا لكي يمكنه أن يمهد السبيل له إلى البركة الأسمى والأعظم بأن يتعشى مَن فتح الباب معه؛ مع شخصه المبارك، أي يكون له اشتراك مع الرب في ما له ومشاركة معه في أفكاره ومشاعره. إنه أعظم وأمجد امتياز مُعد لكل قديس، وأعظم مُتعة مؤدية إلى منتهى السعادة يمكن أن يمتلكها أي قديس سواء في الزمان أو في الأبدية لأنه يعنى تحقيق مرافقتنا الكاملة مع المسيح.
أما الوعد للغالب فهو ذو طابع يختلف كثيراً عن الوعد في فيلادلفيا "مَنْ يغلب فسأعطيه أن يجلس معي في عرشي كما غلبت أنا أيضاً وجلست مع أبى في عرشه" (رؤ 3: 21 ) ..
إن الغلبة هنا هي سماع صوت المسيح وفتح الباب له، وهذا يتضمن إدانة لحالة لاودكية وانفصالاً أدبياً عنها. وهكذا فإن كل شخص غالب سيجلس مع المسيح في عرشه. لقد غلب هو شخصياً (انظر يو
: 31، يو16: 33رغم أن هذا ليس كل غلبته) وأُجلس مع أبيه في عرشه، وعلى نفس النمط فإن الغالب في لاودكية سيجلس معه في عرشه. إنه وعد بمرافقته في مجده الظاهر للملأ في الملكوت، وبالتأكيد هذه نعمة مطلقة غير محدودة