تصالحوا مع الله" (2كو5: 20)
+ كلمة الرب لنا اليوم مستمدة من رسالة القديس بولس الثانية إلى كنيسة الله في كورنثوس، وفيها دعوة للمصالحة مع الله. ويقول لنا فيها القديس بولس الرسول.
"الله (الآب) الذي صالحنا لنفسه بيسوع المسيح، وأعطانا أيضاً خدمة المصالحة. أي أن الله كان في المسيح (الفادي)، مصالحاً العالم. إذن نسعى – كسفراء عن المسيح – كأن الله يعظ بنا. نطلب (كنواب) عن المسيح: تصالحوا مع الله" (2كو5: 18).
+ فالخطية قادت لهلاك البشر، وأوجدت خصومة مع الله لذلك فهي تحتاج إلى مصالحة، وإلى مُصالح (وسيط).
+ وكان الإنسان الأول في صلح وسلام مع الله، ولما أخطأ خاف وهرب منه، وفقد الشركة مع الله. فلا شركة للنور مع الظلمة (2كو6: 14)، وهو أمر منطقي.
+ وزادت الخصومة، حتى تحولت لعدواوة لله (يع4: 4)، (1يو6).
+ والخطية هي تمرد وحزن للروح القدس (أف4: 30)، ورفض لله ذاته (1صم8: 7) وبالتالي لايسمع الله للخطاة (إر11: 14)، (إش1: 15-16)، (يو9: 31).
+ والخطية أيضاً هي انضمام للشيطان، وقطع العلاقة مع الله الحنون، ولذلك ينادي القديس بولس الرسول ويقول "تصالحوا مع الله".
+ وهنا يأتي التساؤل الهام: كيف نصطلح مع الله؟!
1- أن نشعر بأننا لا يمكن أن نعيش بدونه، وأن في صلحنا معه ضرورة أساسية، لمساعدتنا في محناتنا وضيقاتنا وحاجاتنا.
2- مداومة محاسبة النفس، واكتشاف كل ما يُبعد عن الله. واصلاح تلك الأخطاء أولاً بأول، لتظل الصلة دائمة مع الله، طول الحياة.
3- الإرتباط بوسائط النعمة والإستعداد الروحي للتناول من السر الأقدس، بالصلح مع الله القدوس، وترك الخطايا والعادات التي تغضب الرب.
4- كلما ظهرت مشكلة حياتك، أو أحاطت بك المتاعب، قل لنفسك "أنه ربما بسبب ابتعادي عن الرب، ولابد أن أرجع إليه، لكي ينقذني منها" فهل تفعل؟!
5- وتذكر دائماً وعود الرب: "ارجعو إليَ فأرجع إليكم" (ملاخي3: 7)، فكيف يرجع إليك، إن لم تبدأ المبادرة؟!
+ إذن رجعوعك إلى الله، والتصالح معه، لازم لكي يقف الرب إلى جوارك في مشاكلك ومتاعبك وضيقاتك، ويرحمك، ويحميك من الأعداء الخفيين والظاهرين، لأنه "إن كان الله معنا، فمن علينا" (رو8: 31).
+ وإن لم تصطلح من الآن مع الله فبالتأكيد سيرفضك في سماه.