قصه حياة الانبا بولا اول السواح Mp3
من هنا
موقع موسوعة صور القديسين للتلوين من هنا
فيلم الانبا بولا اول السواح
DVD
من هنا
الجزء الاول
الجزء الثانى
الأنبا بولا أول السواح 228م ـ 343م
السياحة والسواح
درجة السياحة هى الدرجة السادسة فى تسلسل الرقى الروحى للراهب وتعلوها الدرجة السابعة والأخيرة التى هى درجة الرؤيا - والآباء السواح هم من ماتوا كلية عن العالم تزداد محبتهم للصلاة حتى يصيروا كما قال الكتاب : " أما أنا فصلاة" .
ومن فرط تعلقهم بالتأملات العالية وتعلقهم بالسمائيات وإنبهار عقولهم بالإلهيات تقل حاجتهم إلى الطعام والنوم فيقنعون بالقليل من عشب البرية والنباتات التى تنموا على الجبال والصحارى , فتتلاشى رغبات الجسد وتسموا أرواحهم وتستنير نفوسهم , وتسهل إنتقالهم من مكان إلى آخر بما يعرف بالإختطاف , ولم يخترع المصريين طريق الرهبنة فقد عاش تلك الحياة فى العهد القديم إيليا ويوحنا المعمدان ولكنهم طبقوا العبارة الكتابية التى تقول (1) : " رُجِمُوا، نُشِرُوا، جُرِّبُوا، مَاتُوا قَتْلاً بِالسَّيْفِ، طَافُوا فِي جُلُودِ غَنَمٍ وَجُلُودِ مِعْزَى، مُعْتَازِينَ مَكْرُوبِينَ مُذَلِّينَ، 38 وَهُمْ لَمْ يَكُنِ الْعَالَمُ مُسْتَحِقًّا لَهُمْ. تَائِهِينَ فِي بَرَارِيَّ وَجِبَال وَمَغَايِرَ وَشُقُوقِ الأَرْضِ "
ودرجات الرهبنة درجات صعبة جداً وطريق ضيق لا يستطيع كل أنسان الوصول إلى قمته إلا بإذلال النفس والسمو بالروح وهذا التقدم لا يتم إلا عن طريق واحد فقط ألا وهو الحب الإلهى الشديد الذى يصغر بجانبة كل متطلبات الأنسان الأخرى وأحتياجاته بهدف الوصول إلى الإتحاد بالرب .
ومنذ أن عاش الأنبا بولا حياة السواح فقد أصبح أولهم ومن بعده لا يزال حتى الآن لا يخلوا جبل منهم من جبال مصر المقدسة (2) ويذكرالبابا شنودة الثالث فى مصر أنه يوجد سبعة رهبان يسيحون الآن فى الصحراء البرية الجوانية
كيف وصلتنا أخبار رهبنته ؟
ولد الأنبا بولا في الأقصر ولكن لم يعرف تاريخ ميلاده بالتحديد , ولولا أن القديس أنطونيوس كتب سيرة الأنبا بولا لما وصلنا عنه شئ ولظلت حياته العطرة مخفية عن العيون حيث كسب الأنبا بولا النصيب الأعظم فى ملكوت السموات بل أنه وجد ملكوت السماوات فى داخله على الأرض
فكر كبرياء يدفع الأنبا أنطونيوس ليعرف الأنبا بولا
وكتب الأنبا انطونيوس أب الرهبان(3) فقال أنه : " فى سن السبعين خالجنى فكر من العجرفة والكبرياء فقلت فى نفسى أظن أنه لا يوجد ورائى أحد فى البرية أقام فى الفيافى سالكاً سبيل النسك والفضيلة مثلى , وفى الليلة التى كنت أتأمل فيها فى هذه الأمور أوحى ألى من قبل الرب أنه يوجد خلفى رجل أفضل منى ودفعنى على أن أسعى لأن أراه , فلما اتى الصباح أخذت جريدة النخل التى كنت أتكئ عليها وأخذت أتمشى فى البرية كما كان يهدينى عقلى لأنى لم أعرف الطريق , ولبثت سائراً إلى الظهر وكان الحر شديداً فشرعت أحدث نفسى قائلاً : أنى أتكل على الرب الذى لا يتخلى عنى أن يرينى عبده الذى أوحى إلى عنه " .. ولم يتم قوله حتى رأى وحشاً كان نصفه شكل انسان ونصفه الآخر شبه حصان وهو ما يسميه الشعراء بالقنطورس , فرسم القديس على جبهته علامة الصليب وقال له : " أين هو عبد الرب فأراه الوحش المكان مشيراً بأصبعه راكضاً إلى الغاب , فأستمر القديس فى سفره باحثاً عن الطريق , وإذ هو يتعجب من هذا الأمر مر من أمامه هذا الحيوان كأنه ذاهب إلى ميدان فسيح وما هذا إلا الشيطان أتخذ تلك الصورة ليزعج القديس فإستغرب مشابهته الشكل الذى رآه فى الحيوان , وبعد أن ابتعد قليلاً رأى وحشاً كأنسان قصير القامة له ساقان وقرنان كقرنى تيس فسأله : " من أنت " فأجابه : " أننى أحد سكان البرارى الذى يعبدهم الوثنيين كأنهم آلهة , وقد أرسلتنى طائفتى لأطلب منك نيابة عنهم أن تتضرع لأجلنا إلى المسيح إلهنا الذى عرفنا أنه أتى لأجل خلاص العالم , وبعد أن تكلم الحيوان هذا الكلام جدد الكهل أنطونيوس المسير وسالت دموعه على الأرض لكنه سر بمجد المسيح ولأبادة الشيطان وضرب بعكازه على الأرض وقال ويل للأسكندرية ويل لمدينة الوثنيين التى أجتمع فيها جميع شياطين الخليقة " (4)
وكان قد توغل فى البرية ومر عليه وقت لم ير فيه أنساناً أو حيواناً فصرف يومين وبليليتين فى الصلاة راجياً من الرب أن لا يهمله , وفى اليوم التالى لاحظ ذئباً صاعداً إلى الجبل فأقتفى أثره ولما صعد إلى الجبل وقع نظرة على مغارة كانت هناك وشاهد الذئب يدخل إليها ولكنه لم يميز شيئاً لشدة الظلام وقد حاول الخوف أن يدخل قلبه , ولكن المحبة الكاملة تطرح الخوف إلى خارج فدنا من المغارة فلاح له فيها ضوء سراج فأسرع فى سيرة لفرط سرورة فعثرت رجله بحجر غير ان القديس بولا حال سماعه بوقع أقدامه دحرج الحجر وأغلق باب المغارة .
المقابلة بين عمالقة الروحانيات فى البرية
فأرتمى القديس أنطونيوس أمام باب المغارة على وجهه وتوسل إلى القديس بولا ليفتح له الباب قائلاً : " انا وحدى " .. فأجاب القديس بولا : " لم أتيت ".. فقال أنطونيوس : " أنى لواثق بأنك تعلم من أنا ؟ ومن أين اتيت ؟ ولماذا أتيت ؟ وبما انك تقبل وحوش البرية فلم تكره بنى البشر؟ لقد طلبتك ووجدتك وقرعت الباب بثقة فأفتحه لى وإلا فسأموت هنا , وإذا ما رأيت جثتى فإدفنها ؟ وسمع القديس بولا صوت بكائه فأجابه قائلاً : " ما من أحد يطلب أحساناً بإنتهار ولا يفتر باكياً متنهداً فإن كنت أتيت إلى لكى تموت فلماذا تتعجب من أنى لا أقبلك ؟ .. قال هذا وفتح الباب فإلتقيا وتعانقا وقبلا بعضهما بعضاً بالقبلات المقدسة (5) وسلم الواحد على الاخر بإسمه كأنهما كانا يعرفان بعضهما قبلاً ثم شكر الرب على أحسانه إليهما وجلسا للمخاطبة .
فقال القديس بولا - لم احتملت كل هذا الضيق ومشقة البحث عن شيخ ومن جسمه وهزل وسترى بعد قليل أنه يصير تراباً , غير ان المحبة تحتمل كل شئ فجعلتك تتعب كثيراً فى الأستقصاء عنى , فأخبرونى الآن ما حال اعالم ومن يديره , وهل يوجد بعد من يسجد للأصنام ويعبدها , وهل بنى البشر مستمرون فى بناء البيوت فى المدن القديمة , ولا يزال يوجد ملوك وحكام فى العالم؟ فأجابه القديس أنطونيوس عن أجوبته ثم أخذ يسأل القديس بولا عن السبب الذى من أجله أتى إلى البرية وكم عاماً أتى عليه فيها وكم سنة حياته وماذا أكل ؟ وكيف عاش ؟
الميراث
فأجابه القديس بولا : " انى ولدت نحو سنة 228 م فى الصعيد الأسفل بمدينة طيبه من ابويم مصريين , ولما صار لى من العمر
سنة مات والداى فدخلت مدارس الفلاسفة وأتقنت فيها اللغة اليونانية فضلاً على اللغة المصرية , وأقمت بمنزل زوج أختى ( وقيل أخوه ) ولم يكن مسيحياً , ولما بلغت العشرين من عمرى أثار ديسيوس قيصر أضطهادة سنة 249 م على المسيحيين وأمتد إلى الصعيد وصدر المر بالتفتيش على المسيحيين لتذيبهم إذا بم ينكروا مسيحهم , فهربت إلى منزل كان لى بين مزارعى , ولم أمكث فى هذا المكان المنفرد إلا قليلاً حتى أنذرتنى أختى بأن زوجها عازم على اخبار الحكومة بحقيقة حالى لكى يقبض على ويتمتع هو بمالى وعقارى الذى يصير له بعدى بحق الأرث , فخطر على بالى عندئذ قول السيد المسيح : " من لا يترك جميع أمواله لا يقدر أن يكون لى تلميذاً " ( لو 14: 22) فوهبت لأختى وزوجها كل ما أملك من حطام الدنيا وودعت العالم الوداع الأخير وقصدت البرية الداخلة بجبل القلزم (6) حيث وجدت مغارة (7) مغلف بابها بحجر كبير فدحرجته ودخلت إليها ورأيت بقربها نخلة تثمر وعين ماء فأقمت بها وصرت اقتات من ثمر النخلة وأستقى من عين الماء وأكتسى بخوص النخل مجدولاً "
أستقراره فى البرية
وكنت أول سكناى فى البرية أقصد أن أعود إلى بلدتى بعد زوال الأضطهاد ولكنى لما ذقت لذة الوحدة وعذوبة الأنفراد والأختلاء بالرب يسوع أدركت أن الضرورة قد هيأت لى طريق الفضيلة فآثرت هجر العالم بتاتاً وهكذا عشت حتى الآن منفرداً كل الأنفراد مثابراً على الصلاة والتأملات الروحية مدة ستين سنة .
طعاماً من السماء
وبينما هما يتخاطبان إلتفت كلاهما فنظراً غراباً على غصن شجرة وللوقت وقف بكل هدوء على الفرع , وكان فى منقاره رغيف من الخبز فأتى وألقاه فيما بينهما وطار وهما ينظران ويتعجبان .. فقال القديس بولا لضيفه : " مبارك الرب الذى أرسل لنا مأكلاً فأعلم يا أخى أنطونيوس أنه منذ اتيت هنا وهذا الغراب يأتينى كل يوم بنصف رغيف واليوم من أجلك أتى برغيف كامل " .. وبعد أن شكرا الرب جلسا للأكل وتنازعا فى من منهما يجب أن يكسر الخبز فأتفقا أخيراً على أن يكسراه معاً بأسم الرب وبعد أن أكلاه وقفا يصليان طول ليلهما ( الصورة المقابلة أيقونة تصور لقاء الأنبا بولا والأنبا انطونيوس وفى أعلى الصورة الغراب وخلفهما الأسدين اللذان حفرا قبر الأنبا بولا ).
لقد حان أوان راحتك يا أنبا بولا ..
ولما أتى الصباح قال القديس بولا لضيفه لقد عرفت من مدة طويلة أنك تسكن هذه البرارى وكان الرب قد وعدنى بزيارتك فجئتنى فى الوقت المناسب إذ حان وقت راحتى وسيحل لى الأمر الذى أشتهيته يعنى الأنتقال من هذا العالم والسكنى مع سيدى يسوع المسيح حيث أعد لى أكليل البر , فلهذا أرسلك لكى تدفن هذا الجسد الشقى وترد التراب إلى التراب .
وبينما كلن القديس بولا ينطق بهذا الكلام كانت دموع القديس أنطونيوس تنهمر بغزارة وأظهر أسفه متنهداً وطلب من القديس بولا ألا يفارقه أو يأخذه معه إلى الوطن السعيد , لإاجابه بولا الطوباوى وقال : " لا يليق بك أن تطلب الخير لنفسك , بل لجيرانك , ولذا أرجوك يا حبيبى إذا لم يكن فى المر مشقة أن تذهب بسرعة إلى ديرك وتأتينى بالرداء الذى أعطاه لك القديس أثناسيوس الرسولى البطريرك لتكفنى به وتدفنى (
ولم يكن فى حاجة إلى ثياب ولكنه اراد أن تفارق روحه جسده فى غياب القديس أنطونيوس .
وكان القديس أنطونيوس يسمع كلامه بتعجب زائد وأدرك أن الرب كشف للأنبا بولا أشياء كثيره , وشكر الرب سراً ثم خر أمامه وصلى وأقترب إليه وقبل عينيه ويديه , وأسرع فى الخروج ليذهب إلى ديره , وبعد أن سافر ووصل غلى الدير ألتقى به أثنان من تلاميذه ظلا يبحثان عنه طويلاً وقالا له : " أين كنت يا ابانا هذه الأيام ؟ فأجاب وقال لهما : " ويل لى أنا الخاطئ فإن أسم " مسيحى " الذى أدعى به هو مستعار ولست مستحقاً أن أدعى راهباً , لأنى رأيت إيليا ويوحنا المعمدان فى البرية ورأيت بولا فى السماء وهو يتكلم معهما " .. ثم ضرب بيده على صدره وأخذ الرداء وفارق تلميذيه ولم يشأ أن يعبر لهما عن معنى كلامه بل قال لهما للكلام وقت وللصمت وقت .
ورجع الأنبا أنطونيوس بالكنز الثمين
ثم جد فى السير لأنه يشتهى أن يراه قبل أنتقاله فسافر فى اليوم الأول , ولكنه فى اليوم الثانى فى الساعة التاسعة أبصر جمهوراً من الملائكة يصعدون إلى السماء وروح القديس بولا معهم وهى تضئ كالشمس , فجثا على ركبتيه وضاعاً التراب على رأسه وقال بقلب آسف : " يا خائف الرب لماذا تركتنى هكذا بدون أن تودعنى , على ما عانيته من مشقة السفر التى كنت أسابق فيه الطيور , ثم أستمر فى سيره حتى دنا من باب المغارة فوجد جسد الشيخ الميت واقفاً جاثياً على ركبتيه ورأسه مستقيمه ويديه مرتفتين فظن أنه حى بعد فجثا خلفه يصلى , غير أنه لما رأى الشيخ لا يتنهد كعادته فى الصلاة تفرس فيه جيداً فتأكد أنه توفى فوثب على جسده زارفاً الدموع ومقبلاً يديه ورجليه ثم لفه بالرداء وحمله على كتفيه وهو يرتل المزامير غير انه حزن عندما رأى نفسه أهمل أستحضار آلة معه يحفر بها القبر وفيما هو مفكر أمره متحير إذا بأسدين جاءا معاً راكضين فلما نظرهما أرتعد وإذ رفع فكره للرب وأعاد النظر إليهما ظهرا كحمامتين وديعتين تطيران فى الهواء فإقتربا الأسدان وإنطرحا بجانب جسد الأب بولا مظهرين إكرامهما له ثم هزا ذيلهما لأنطونيوس المبارك ورقد أمامه بوداعة كاملة وحكا أسنانهما ببعض وقرا بصوت عال كأنهما يظهران أسفهما , ثم حفرا الأرض قبراً كاملاً وبعد أن فرغا من العمل تقدما إلى الب أنطونيوس وخفضا ذنبيهما وسجدا أمامه ولحسا يديه وقدميه كمن يطلب بركة , فبارك عليهما قائلاً : " أيها الرب الإله الذى بدون امره لا تسقط ورقة واحده على الأرض وبدون مشيئته لا يسقط عصفوراً واحداً فى الفخ باركنا جميعاً " ثم أنطلق الأسدين بإشارة يده , ثم قام وصلى على جثة القديس بولاً ودفنها وبعد أن اتم الدفن رجع غلى ديره حاملاً ثوب القديس بولا المصنوع من الخوص معتبراً إياه كنزاً ثميناً .
وكان يلبس هذا الثوب فى يومين من كل سنة وهما عيد الفصح وعيد العنصرة
نياحته
وكانت وفاة القديس الأنبا بولا فى 2 أمشير 57 م التى توافق 341 م
وتبارك مكان عبادته ونسكه فأصبح ديراً كبيراً
وكتب سيرته عيده في 2 أمشير فى السنكسار القبطى الذى يقرأ يوميا بالكنيسة.
نياحة القديس أنبا بولا أول السياح ( 2 أمشـير)
في مثل هذا اليوم من سنة 341 م تنيح القديس العظيم الأنبا بولا أول السواح . كان هذا القديس من الإسكندرية ، وكان له أخ يسمي بطرس ، وبعد وفاة والدهما ، شرعا في قسمة الميراث بينهما ، فلما اخذ أخوه الجزء الأكبر تألم بولس من تصرف أخيه وقال له : لماذا لم تعطني حصتي من ميراث أبى ؟ فأجابه لأنك صبي واخشي إن تبدده ، أما انا فسأحفظه لك . وإذ لم يتفقا ، مضيا للحاكم ليفصل بينهما . وفيما هما ذاهبين ، وجدا جنازة سائرة في الطريق ، فسال بولس أحد المشيعين عن المتوفى ، فقيل له إنه من عظماء هذه المدينة وأغنيائها ، وهوذا قد ترك غناه وماله الكثير ، وها هم يمضون به إلى القبر بثوبه فقط . فتنهد القديس وقال في نفسه : ما لي إذن وأموال هذا العالم الفاني الذي سأتركه وأنا عريان . ثم التفت إلى أخيه وقال له : ارجع بنا يا أخي ، فلست مطالبا إياك بشيء مما لي . وفيما هما عائدين انفصل عنه بولس وسار في طريقه حتى وصل إلى خارج المدينة . فوجد قبرا أقام به ثلاثة ايام يصلي إلى السيد المسيح إن يرشده إلى ما يرضيه . أما أخوه فانه بحث عنه كثيرا ، وإذ لم يقف له علي اثر حزن حزنا عظيما وتأسف علي ما فرط منه .
أما القديس بولس فقد أرسل إليه الرب ملاكا أخرجه من ذلك المكان وسار معه إلى إن آتى إلى البرية الشرقية الداخلية ، وهناك أقام سبعين سنة لم يعاين أثناءها أحدا . وكان يلبس ثوبا من ليف ، وكان الرب يرسل إليه غرابا بنصف خبزة في كل يوم . ولما أراد الرب إظهار قداسته وبره ، أرسل ملاكه إلى الأب العظيم أنطونيوس ، الذي كان يظن انه أول من سكن البرية ، وقال له : يوجد في البرية الداخلية إنسان لا يستحق العالم وطأة قدميه ، وبصلاته ينزل الرب المطر والندي علي الأرض ، ويأتي بالنيل في حينه . فلما سمع أنطونيوس هذا قام لوقته وسار في البرية الداخلية مسافة يوم . فارشده الرب إلى مغارة القديس بولس فدخل إليه وسجد كل منهما للآخر وجلسا يتحدثان بعظائم الأمور . ولما صار المساء أتى الغراب ومعه خبزة كاملة . فقال القديس بولس للقديس أنطونيوس : الآن قد علمت انك من عبيد الله . إن لي اليوم سبعين سنة والرب يرسل لي نصف خبزة كل يوم ، أما اليوم فقد أرسل الرب لك طعامك ، والان أسرع واحضر لي الحلة التي أعطاها قسطنطين الملك لأثناسيوس البطريرك. فمضي إلى البابا أثناسيوس أخذها منه وعاد بها إليه . وفيما هو في الطريق رأي نفس القديس الأنبا بولا والملائكة صاعدين بها . ولما وصل إلى المغارة وجده قد تنيح ، فقبله باكيا ثم كفنه بالحلة واخذ الثوب الليف . ولما أراد مواراة جسده الطاهر تحير كيف يحفر القبر ، وإذا بأسدين يدخلان عليه وصارا يطأطأن بوجهيهما علي جسد القديس ، ويشيران برأسيهما كمن يستأذناه فيما يعملان . فعلم انهما مرسلان من قبل الرب ، فحدد لهما مقدار طول الجسد وعرضه فحفراه بمخالبهما . وحينئذ واري القديس أنطونيوس الجسد المقدس وعاد إلى الأب البطريرك واعلمه بذلك ، فأرسل رجالا ليحملوا الجسد إليه . فقضوا أياما كثيرة يبحثون في الجبل فلم يعرفوا له مكانا ، حتى ظهر القديس للبطريرك في الرؤيا واعلمه إن الرب لم يشأ إظهار جسده فلا تتعب الرجال ، فأرسل واستحضرهم .
أما الثوب الليف فكان يلبسه الأب البطريرك ثلاث مرات في السنة أثناء التقديس . وفي أحد الأيام أراد إن يعرف الناس مقدار قداسة صاحبه فوضعه علي ميت فقام لوقته . وشاعت هذه الأعجوبة في كل ارض مصر والإسكندرية .
صلاته تكون معنا آمين.
============ =========
المــــــــــــــراجع
(1) ( عب 11 : 37 و 38 )
(2) كتاب القديس أنبا بولا أول السياح والقديس أبو نفر السائح بقلم الأستاذ ملاك لوقا - مكتبة المحبة - طبع شركة تريكرومى للطباعة - سنة 1998 م
(3) تاريخ الكنيسة القبطية القس منسى يوحنا طبع مكتبة المحبة سنة 1982 م الطبعة الثالثة ص 93
(4) خبر هذين الوحشين وجد فى الترجمة المشهور أن البابا أثناسيوس الرسولى كتبها للقديس أثناسيوس , ويقول القس المؤرخ منسى : " وقد أثبتناه هنا وإن وجد مخالفاً لعقلية العصريين حفظاً للأصل " ( تعليق من الموقع : تمتلئ قصص القديسين بظهور صور من هذه الوحوش لهم عند بدأ رهبنتهم أو كتجربة لهم , وقد يعتقد المؤرخين أن هذه القصص من نوع الأساطير الشعبية التى تمجد البطل الذى يهزم هذه الوحوش , ولكن فى المسيحية هناك علاقة روحية خفيه بين الأنسان والخير الذى فيه هذا إذا أستطاع الأنسان أن يتغلب على قوة الشر الذى فيه فإن قوة الشر الخارجية العالمية الشيطانية تحاول عرقلته بتأليب الناس عليه أو تخويفه بالظهور بأشكال مختلفه .. ألخ من هذه الأساليب الشيطانية ونحن نؤكد فى هذا الموقع هذه الحروب الشيطانية نتيجة لتجارب شخصية بالأضافة إلى مئات الكتب التى تتكلم عن هذا الموضوع كما أن ظهور الشيطان للناس بصور متعدده مؤكد فى الكتب المقدسة وقد ظهر للرب يسوع نفسه على جبل التجربة )
(5) القبلة الرسولية : ما زال الكهنة يقومون بها بميل الرأس على جانب لرأس الآخر قريباً من الذقن بدون تقبيل أما الشعب يقبل بعضه بتسليم اليد بطريقة معينه
(6) هو شمالى الشرقية ( الصحراء الغربية ) التى بين النيل والبحر الأحمر .
(7) قيل أن مزيفة النقود فى زمان كيلوباترا كانوا يختفون فى هذه المغائر والمغارات .
(
قال القديس أنطونيوس فى ترجمة الأنبا بولا ما نصه : " أن هذا الرداء كان قد أهداه القيصر قسطنطين الكبير إلى البابا أثناسيوس وهو أهداه إلى " أ . هـ
السنكسار
نياحة القديس أنبا بولا أول السياح
في مثل هذا اليوم من سنة 341 م تنيح القديس العظيم الأنبا بولا أول السواح . كان هذا القديس من الإسكندرية ، وكان له أخ يسمي بطرس ، وبعد وفاة والدهما ، شرعا في قسمة الميراث بينهما ، فلما اخذ أخوه الجزء الأكبر تألم بولس من تصرف أخيه وقال له : لماذا لم تعطني حصتي من ميراث أبى ؟ فأجابه لأنك صبي واخشي إن تبدده ، أما انا فسأحفظه لك . وإذ لم يتفقا ، مضيا للحاكم ليفصل بينهما . وفيما هما ذاهبين ، وجدا جنازة سائرة في الطريق ، فسال بولس أحد المشيعين عن المتوفى ، فقيل له إنه من عظماء هذه المدينة وأغنيائها ، وهوذا قد ترك غناه وماله الكثير ، وها هم يمضون به إلى القبر بثوبه فقط . فتنهد القديس وقال في نفسه : ما لي إذن وأموال هذا العالم الفاني الذي سأتركه وأنا عريان . ثم التفت إلى أخيه وقال له : ارجع بنا يا أخي ، فلست مطالبا إياك بشيء مما لي . وفيما هما عائدين انفصل عنه بولس وسار في طريقه حتى وصل إلى خارج المدينة . فوجد قبرا أقام به ثلاثة ايام يصلي إلى السيد المسيح إن يرشده إلى ما يرضيه . أما أخوه فانه بحث عنه كثيرا ، وإذ لم يقف له علي اثر حزن حزنا عظيما وتأسف علي ما فرط منه .
أما القديس بولس فقد أرسل إليه الرب ملاكا أخرجه من ذلك المكان وسار معه إلى إن آتى إلى البرية الشرقية الداخلية ، وهناك أقام سبعين سنة لم يعاين أثناءها أحدا . وكان يلبس ثوبا من ليف ، وكان الرب يرسل إليه غرابا بنصف خبزة في كل يوم . ولما أراد الرب إظهار قداسته وبره ، أرسل ملاكه إلى الأب العظيم أنطونيوس ، الذي كان يظن انه أول من سكن البرية ، وقال له : يوجد في البرية الداخلية إنسان لا يستحق العالم وطأة قدميه ، وبصلاته ينزل الرب المطر والندي علي الأرض ، ويأتي بالنيل في حينه . فلما سمع أنطونيوس هذا قام لوقته وسار في البرية الداخلية مسافة يوم . فارشده الرب إلى مغارة القديس بولس فدخل إليه وسجد كل منهما للآخر وجلسا يتحدثان بعظائم الأمور . ولما صار المساء أتى الغراب ومعه خبزة كاملة . فقال القديس بولس للقديس أنطونيوس : الآن قد علمت انك من عبيد الله . إن لي اليوم سبعين سنة والرب يرسل لي نصف خبزة كل يوم ، أما اليوم فقد أرسل الرب لك طعامك ، والان أسرع واحضر لي الحلة التي أعطاها قسطنطين الملك لأثناسيوس البطريرك. فمضي إلى البابا أثناسيوس أخذها منه وعاد بها إليه . وفيما هو في الطريق رأي نفس القديس الأنبا بولا والملائكة صاعدين بها . ولما وصل إلى المغارة وجده قد تنيح ، فقبله باكيا ثم كفنه بالحلة واخذ الثوب الليف . ولما أراد مواراة جسده الطاهر تحير كيف يحفر القبر ، وإذا بأسدين يدخلان عليه وصارا يطأطأن بوجهيهما علي جسد القديس ، ويشيران برأسيهما كمن يستأذناه فيما يعملان . فعلم انهما مرسلان من قبل الرب ، فحدد لهما مقدار طول الجسد وعرضه فحفراه بمخالبهما . وحينئذ واري القديس أنطونيوس الجسد المقدس وعاد إلى الأب البطريرك واعلمه بذلك ، فأرسل رجالا ليحملوا الجسد إليه . فقضوا أياما كثيرة يبحثون في الجبل فلم يعرفوا له مكانا ، حتى ظهر القديس للبطريرك في الرؤيا واعلمه إن الرب لم يشأ إظهار جسده فلا تتعب الرجال ، فأرسل واستحضرهم .
أما الثوب الليف فكان يلبسه الأب البطريرك ثلاث مرات في السنة أثناء التقديس . وفي أحد الأيام أراد إن يعرف الناس مقدار قداسة صاحبه فوضعه علي ميت فقام لوقته . وشاعت هذه الأعجوبة في كل ارض مصر والإسكندرية .
صلاته تكون معنا آمين.
نياحة القديس لونجينوس رئيس دير الزجاج
في مثل هذا اليوم تنيح القديس الطاهر الأنبا لونجينوس رئيس دير الزجاج . وكان من أهل قيليقية . ترهب في أحد الأديرة التي كان قد ترهب فيها والده لوقيانوس بعد وفاة زوجته . وحصل بعد نياحة رئيس هذا الدير ، إن أراد الرهبان إقامة القديس لوقيانوس رئيسا عليهم فلم يقبل ، لأنه كان يبغض مجد العالم واخذ ابنه لونجينوس وآتى به إلي الشام وأقاما هناك في كنيسة . وقد اظهر الله فضائلهما بأجراء عدة آيات علي أيديهما ، وخوفا من مجد العالم ، استأذن لونجينوس أباه في الذهاب إلي مصر . ولما وصل قصد دير الزجاج غرب الإسكندرية ، فقبله الرهبان بفرح ، إلي إن تنيح رئيس الدير . ونظرا لما رأوه في القديس لونجينوس من الفضائل والسلوك الحسن فقد أقاموه رئيسا خلفه ، وبعد قليل أتى إليه أبوه لوقيانوس . وكانا يصنعان قلوع المراكب ويقتاتان من عملهما واجري الله علي أيديهما آيات كثيرة . ثم تنيح الأب لوقيانوس بسلام ولحقه ابنه بعد ذلك .
بركة صلاه هذين القديسين تكون معنا . ولربنا المجد دائما أبديا آمين .
دير الأنبا بولا بوربوينت
--------------------------------------------------------------------------------
دير الأنبا بولا بالبحر الأحمر سماء ثانية على الأرض
قامت بالزيارة : نرمين رضا – خاص الأقباط متحدون
في صباح يوم أحد خرجت لزيارة دير القديس العظيم الأنبا بولا بالبحر الأحمر، واستغرقنا ساعات عديدة ومررنا بين جبال شاهقة الارتفاع بعضها يحمل ألوان مختلفة رسمتها الطبيعة بصورة جميلة بطول الطريق المليء بالمرتفعات والمنحنيات، مما يدل على مشقة وعمق السير في الصحراء، وعلى الرغم من
التطور الذي وصلنا إليه الآن إلا أن الطريق صعب، فكم من بعد وعمق الدير داخل الجبال حتى تسير فيه السيارات لساعات طويلة، مما يدل على عظمة قديسينا الذين تركوا العالم كله ليعيشو في البرية الوعرة بطبيعتها القاسية طالبين حياة الطهارة والنسك.
وقت وصولنا للدير أحسسنا أننا في عالم آخر هادئ جدًا وفي غاية الالتزام، وعلى الرغم من بساطته إلا وأنه منظم ومنسق.
اصطحبنا أبونا إليشع "أحد رهبان دير الشهيد العظيم الأنبا بولا"، وقام بتوضيح تاريخ الكنيسة الأثرية والأيقونات والجدران كما هو موضح بالفيديو، والتف حوله الزائرين من كل المحافظات لالتقاط الصور معه، وكان في غاية الاتضاع والفرح بالزائرين.
كما ذهب بعض محبي تسلق الجبال إلى ممارسة هوايتهم بافتقاد المناطق الأثرية فوق الجبال التي تحيط بالدير، كما هو موضح بالصورة.
وبعض الأسر قامت بعماد أطفالها الرضع داخل المعمودية لنوال بركة الدير العظيم، حيث يعد الدير من الأديرة الأثرية، ويضم كنيسة أثرية باسم الأنبا بولا بها جسد وهيكل بجوار المغارة التي كان يعيش فيها الأنبا بولا وصورة المسيح مع الملائكة في القرن الـ13, ومداخل بداية القرن الـ18 تضم رسومات، وثلاثة صور للأنبا بولا والأنبا انطونيوس، كما يوجد بالدير عين باسم "عين مريم" وهي موجوده منذ 300 سنة، وأيقونة للفتية الثلاثة، ومنذ 60 عام بدأ الناس يترددون على الدير.
وخلال زيارة الدير تفقدنا المكتبة العظيمة التي تضم العديد من الكتب والمخطوطات، وذهبنا للأكل في المضيفة التي كانت مليئة بالزوار الذين يخدمون نفسهم بنفسهم.
ومن رهبان الدير أبونا فانوس صاحب اليد المضيئة، الذي يقصده العديد من الزائرين اللذين يستغرقون ساعات عديدة حتى يصلوا إلى الدير لنوال البركة.
يُذكر أن الأنبا بولا استغل البلح وليف النخيل للمعيشه وظل يتعبد للرب لمده 40 عامًا لم يرى فيها إنسان، وتوسع الدير في مساحات بالجبل, عقب ذلك حاول البابا أخذ الجسد لنقله إلى الإسكندرية لكن الكل رفض، وأصبح المكان مخلد باسم الأبنا بولا.
ومحبة الله للقديس تظهر في حفاظه على الدير خلال تلك العقود الطويلة، حيث حضر الأنبا أنطونيوس ومعه مجموعة من الرهبان وقاموا بحفر المغارة لتصبح كنيسة ونحتوا في الجبل لإقامة هيكل باسم الأنبا أنطونيوس في القرن الـ13, وهيكل ثالث لـ24 قسيس بداية القرن الـ18.
الأنبا بولا عاش 115 عام من سنه 228 إلى 343 وتنيح في 343 وتم تطوير الدير ليصبح مكان أثري.
وفي مخطوطة تاريخية بها نشأة القديس وتاريخ حياته قبل الرهبنة تحكي أنه من أهل الإسكندرية
وكان والده رجل غني جدًا، أي أنه من أسرة غنية وله أخ آخر يدعى بطرس، توفي والدهما وبعد فترة طلب ميراثه عن أبيه من شقيقه بطرس وكان القديس وقت ذاك يدعى بولس، أخذ بطرس ثلثي الميراث وأعطى بولس الثلث فقط بحكم أنه الأصغر سنًا، حزن بولس جدًا قائلاً لأخيه تمنعني من نصيبي من أبي ولي نصفه، رد بطرس قائلاً إني أدبر المال أكثر منك وأخشى أن تنفقه وتحتاج لآخر. طلب بولس اللجوء للحاكم وقت ذاك ليحكم في هذا الأمر.
وأثناء ذهابهما رأى ميتًا مشيع للدفن وحوله أفراد يبكون، سأل أحدهم مَن هذا الرجل؟ أجابه أنه أحد الأغنياء والآن ميت مثل غيره وسيدفن، ولا أحد يعرف وقت ساعته والله يجازي كل واحد حسب عمله.
لما سمع بولس كلام الرجل صمت قليلاً وانكشف له العالم، وطلب من أخية الرجوع إلى البيت قائلاً إلهي الذي خلق كل شيء الخفي والظاهر والمبارك إلى الأبد يعلم أنني لا أحمل شيء في قلبي نحوك.
ومن هذه اللحظة بدأ الروح القدس يعمل داخل بولس، فعرف أن العالم فاني ولا منفعة تحت الشمس، فمضى إلى غرب بلدته، فوجد قبرًا فدخل فيه وأقام فيه 3 أيام و3 ليالي يتنهد لله دون أكل وشرب ولا خوف من الظلام أو القبر، وفي صباح اليوم الرابع أرسل الله له ملاكًا اختطفه ومضى به نحو الشرق وتركه على عين ماء وتركه وصعد إلى السموات.
وجد القديس جحر وحش فدخل فيه ولبس ثوب من الليف وداخل المغارة كان يقول... يا سيدى يسوع المسيح ابن الله الحي، احرسني من العدو الغير مشفق، لتحل رحمتك عليّ وتعينني حتى أكمل سعيي برضاك إلى اليوم الذي ألقاك فيه يا ملك الدهور كلها لأن لك المجد إلى الأبد آمين.
تاريخ الدير
تأسس الدير في القرن الرابع الميلادي بواسطة تلاميذ الأنبا انطونيوس، سنة 1484م تعرض ديري الأنبا بولا والأنبا أنطونيوس لهجوم من البدو الذين قاموا بقتل معظم رهبان دير الأنبا بولا وحرقوا المكتبة وظل مهجورًا حوالى 80سنة، إلى أن قام البابا غبريال السابع (1520-1568) بإرسال عشرة رهبان من دير السريان حاملين الأواني والكتب المقدسة لتعمير الديرين.
وتعرض لعدة هجمات أخرى من البدو وظل مهجورًا لمدة 119 سنة، حتى جلوس البابا يوأنس السادس عشر (1676-1718) واهتم بإعادة تعمير الدير بإرسال رهبان دير الأنبا أنطونيوس وعدد من الحرفيين لإصلاح القلالي والكنائس وترميم الأسوار، ثم زار الدير ومعه القمص مرقس "رئيس دير الأنبا انطونيوس" والقمص تادرس الأنطوني والقس شنودة الأنطوني وفرشوا الكنيسة وعلقو القناديل والأيقونات وبيض النعام ودشن الكنيسة وعيّن القس بشارة الأنطوني رئيسًا للدير ومعه 4 رهبان من دير الأنبا أنطونيوس.
وفترة 1897 حتى 1924 قام رئيس الدير الأنبا أرسانيوس الأول بشراء أراضي زراعية للدير بمركز ناصر محافظة بني سويف وبنى بيتًا كبيرًا للإدارة ومدرسة.
وعام 1948 سيم القمص ميساك أسقفًا للدير باسم أرسانيوس الثاني الذي اهتم بتعمير الدير، أما عام 1973 اهتم قداسة البابا شنودة الثالث بتعمير الدير فارسل نيافة الأنبا باخوميوس مطران البحيرة للإشراف على التعمير.
معجزة ظهور النور بالدير
في 4 سبتمبر 1975 والساعة السابعة والنصف مساءًا ظهر نور عظيم أعلى كنيسة الأنبا بولا وشاهده الرهبان والضيوف واستمر لمدة 25 دقيقة وتحول لبخور، راح الجميع يسبّحون ويمجّدون الله وأقاموا تمجيد للبار الأنبا بولا، مع العديد من المعجزات والتي دوّن بعضها في كتاب (السر المكتوم) الذي يُباع داخل مكتبة الدير.
الموقع :
البحر الأحمر الزعفرانة 95 كم شمال رأس غارب
يقع دير الأنبا بولا بين الجبال العالية بالقرب من البحر الأحمر - طريق السويس ورأس غارب - ثم غرباً فى الصحراء , أو من بنى سويف شرقاً والطريق غير معبد .
أهم معالم الدير:
يعد دير الأنبا بولا من أقدم الأديرة المصرية حيث أنشأ في أواخر القرن الرابع الميلادي وبداية القرن الخامس، وهو يقع غربي أحد جبال القلالة العالية وتحيط به هضاب مرتفعة ؛ وهي البقعة التي يقول الأقباط إن العبرانيين عبروا منها مع موسى النبي - إلى البحر الأحمر عند خروجهم من أرض مصر.
أنشئ هذا الدير فى القرن الرابع الميلادى .. وبه أربع كنائس أثرية هى : -
الكنيسة الأثرية: الكنيسة التى كان يسكنها الأنبا بولا لمدة 70 سنة لم يره أحد. نصف الكنيسة منحوت فى الصخر غطيت حوائطها برسومات.
كنيسة ابو سفين : أعاد بناءها المعلم الجوهرى فى أواخر القرى الثامن الميلادى .
كنيسة الملاك: وبها الكثير من القبب يبلغ عددها الاثنى عشر قبة كعدد تلاميذ السيد المسيح يرجع تاريخها الى سنة 1777م .
مكتبة الدير:
تحتوىعلى 764 مخطوطاً يرجع أقدمها إلى القرن 14 .
عيد القديس الأنبا بولا
يحتفل دير الأنبا بولا سنوياً بعيد القديس الأنبا بولا يوم 10 فبراير (2 أمشير) حيث يفد كثير من الزوار من داخل مصر وخارجها ، كما يحضر العيد بعض الآباء الأساقفة من أبناء الدير ، ويشتركون فى الصلوات والتسابيح والقداسات التى تقام بهذه المناسبة .
دير الأنبا بولا فى العصر الحديث :
وصلت الرهبنة فى دير الأنبا بولا إلى درجة الضعف بعدما كان ديراً كبيراً فى القديم ، وعندما تسلم قداسة البابا شنودة الثالث الـ 117 دير الأنبا بولا ، لم يكن به سوى ثلاثة رهبان فى الجبل ( أى فى الدير) ، وأربعة آخرين فى عزبة الدير (البوش) فى سن الكهولة والعجز ، توفى منهما إثنان .
وكان دير الأنبا بولا من الناحية المالية ضعيفاً وعندما توفى رئيسه السابق نيافة الأنبا أرسانيوس فجأة سرقت خزينته .. وترك الدير مديوناً .
وكان أغلبية الرهبان مبعدين من الدير ، كما أن الرئيس الأسبق لم يقدم حسابات على الإطلاق لهيئة الأوقاف .
وتسلم البابا الدير بوضعه المتدنى وبدأ تنظيم الوضع المالى للدير ، ولأول مرة فى تاريخه الحديث تصبح له حسابات منظمة مثله مثل باقى الهيئات ، وتشرف عليها هيئة الأوقاف ، وأصبح يقدم فائضاً ، وأصبح الدير يساهم فى حركة التهمير فى داخلة كما تقدم الدير فى الناحية الروحية أيضاًَ .
ويرجع الفضل فى هذه النقلة الكبيرة لتحديث الدير إلى الجهد الكبير الذى بذله صاحبا النيافة الأنبا باخوميوس الذى عينه البابا رئيساً للدير فى المدة من 1973 حتى 1975م ثم إعتذر نيافته لمسئولياته الكثير وإستلمه بعد ذلك الأنبا أغاثون (الذى أصبح اسقف الإسماعيلية فيما بعد) وكانا قد عهد إليهما البابا للإشراف على الدير وكذلك هيئة الأوقاف القبطية .
+ وفى يوم 17/10/1975م كلف قداسة البابا شنودة الثالث الـ 117 نيافة الأنبا أغاثون بسيامة أربعة رهبان ووصل عدد الرهبان الذين تمت سيامتهم حتى 6 أغسطس 1978م إلى 18 راهباً .
+ وفى سبتمبر 1980 تم بناء إستراحة جديدة للسيدات خارج الدير وأدخل إليها المياة والنور بعد أن بذل نيافة المتنيح الأنبا أغاثون جهداً كبيراً فى ذلك .
+ وفى سنة 1979م تبرع أحد المحبين بصهريج مياه للدير وقام الدير ببناء أعمدة وتم تركيب الصهريج عليها بجوار عين المياة الطبيعية .
+ كما تم تنظيف عين الماء الأخرى (خارج الدير من الناحية القبلية بمسافة 500 متر ، وكان بجوارها عدة نخلات سبق للدير زراعتها ، وزرع الرهبان بعضالخضروات بجانبها ، وأستخدم المكان للخلوة ، كما أقاموا بعض الخيام للشبان الذين يزورون الدير ، وإقامة دورة مياة هناك
+ أنشأت مكتبة جديدة للدير ضمت المخطوطات والمطبوعات للإستعارة الداخلية .
+ تم ترميم بعض القلالى القديمة بالدير ، لإعادة إستعمالها كسكن للرهبان حتى يواجه الدير الزيادة المطردة فى عدد طالبى الرهبنة .
+ وما بين سنة 1976 - حتى 1980 تمت سيامة 26 راهباً بالدير .
+ نظمت إجتماعات روحية بالدير مساء كل أحد للرهبان .
البابا يزور الدير :
+ فى يوم 11/
/1987م قام البابا شنودة الثالث الـ 117 بزيارة دير الأنبا بولا وإجتمع مع الاباء الرهبان وسمع إحتياجاتهم ، كما تفقد الدير ومبانيه الجديدة والإنشاءات التى تجرى به من قلالى وإستراحات وغيرها .
+ وفى شهر ديسمبر 1978م أنتدب قداسة البابا شنودة الثالث نيافة المتنيح الأنبا اغاثون أسقف الدير فى سيامة عدد من الرهبان هم : الراهب تكلا ، الراهب أبادير ، الراهب ثاؤفليس ، الراهب موسى ، الراهب أرسانيوس .
+ وفى صباح السبت 15/4/1989م أنتدب قداسة البابا شنودة الثالث الراهب القس بنيامين الأنبا بولا للخدمة فى كنيستنا فى فرنسا ليحتفل مع القباط هناك بصلوات جمعة ختام الصوم وأحد الشعانين وأسبوع الألام وعيد القيامة .
الإنشاءات الجديدة بدير الأنبا بولا
+ فى سنة 1985م تم بناء اربعة مبانى ضخمة إستخدامها لإستضافة الرجال والشباب بدلاً من الخيان يحولها حديقة جميلة .
+ وكان قد بنيت إستراحة للسيدات خارج الدير فى سنة 1980 ولكن تم توسيعها خمسة اضعاف حجمها الأول وتحوطها حديقة جميلة أيضاً
+ فى سنة 1991م تم بناء مضيفة كبيرة لإستقبال الرحلات 54فى 20 متر
+ وتم بناء بيت خلوة جديد ملجق به كنيسة جديدة يحوطها حديقة جميلة .
+ تم بناء 24 قلاية جديدة للرهبان فى الجبل ، بالإضافة إلى عدد كبير من القلالى المنفردة لراغبى التوحد من الرهبان .
كاتدرائية الأنبا بولا بالجبل :
هذه الصورة للكاتدرائية الجديدة بالجبل التى أشرف على بنائها نيافة الأنبا دانيال أسقف دير الأنبا بولا حينما كان أميناً للدير قبل سيامته أسقفاً , وهى كاتدرائية جميلة متسعة , اعجب بها ألاباء الأساقفة الذين زاروا الدير وهى كائنة فوق جبل تطل على المنطقة كلها , وإلى جوار الجبل طريق مرصوف تسير عليه العربات كما فى الصورة .. تهانينا للدير ولنيافة الأنبا دانيال
صورة للدير حديثا :
الأنبا دانيال وبعض رهبان دير الأنبا بولا بالبحر الأحمر
مقر دير الأنبا بولا بالقاهرة :
+ أوصى قداسة البابا شنودة الثالث بإنشاء مقر لدير الأنبا بولا بالقاهرة فى بيت قديم من أوقاف الدير كان مهملاً ومغلقاً ، ولكنه صار الآن مركز إدارياً للدير فإهتمام بأملاكه كما يستخدم كإستراحة للرهبان الذين يفدون للقاهرة للعلاج أو لمقابلة البابا أو لأى سبب آخر .، وتحول هذا المقر إلى مقراً روحيا فقد أنشئ فيه مذبحاً لصلوات القداس الإلهى مع ايقونة جميلة للقديس المعروف لجميع الأقباط الأنبا بولا (بول) ، والمقر فى كلوت بك واشرف عليه القمص ويصا الأنبا بولا الذى سيم كاهناً فى 1979م
دير الانبا بولا مظهرا للنخيل