انا اسف يا جماعة الموضوع كبير ولازم اكتبة على اجزاء
5- التجسد والفداء والخلاص بالصليب:
+ " هذا الذى من أجلنا نحن البشر ومن أجل خلاصنا، نزل من السماء وتجسد من الروح القدس ومن مريم العذراء :
كان الهدف الأساسي للتجسد هو الفداء والخلاص للبشرية من الخطيئة الأصلية التى تلوثت بها البشرية عن طريق الوراثة من أبينا آدم أب جميع البشرية. لذلك نزل السيد الابن الكلمة من السماء وولد من العذراء مريم بجسد خاص به من الروح القدس " الروح القدس يحل عليك وقوة العلى تظللك...."(لو1: 35). وأقنوم الروح القدس عمل أمرين الأول هو تقديس مستودع العذراء مريم لكى لا يرث المولود الخطيئة الأصلية. وثانياً لكى يكون جسد المسيح الخاص بأمه العذراء القديسة مريم بدون زرع بشر. هذا الجسد الذى أخذه من القديسة مريم العذراء، واتحد به منذ اللحظة الأولى لتكوينه بل نقول أن الاتحاد كان فى لحظة التجسد نفسها. حيث اتحدت الطبيعة اللاهوتية بالطبيعة الناسوتية.
كما أن عبارة تجسد تعنى أن السيد المسيح أخذ طبيعة بشرية كاملة جسداً وروحاً إنسانية من العذراء القديسة مريم التى استحقت أن تلقب "بوالدة الإله" لا بمعنى أنها أصل اللاهوت الذى حل فيها، بل لأنها حملته فى أحشائها وولدته وهى دائمة البتولية.
+ "تأنس وصلب عنا على عهد بيلاطس البنطى"
عبارة تأنس أى صار انساناً كاملاً، له طبيعة ناسوتية قال عنه الرسول "يوجد إله واحد ووسيط واحد بين الله والناس، الإنسان يسوع المسيح" (1تى2: 5). لأن السيد المسيح ولو لم يكن إنساناً كاملاً، فلا يكون قد شابهنا فى كل شئ، ولا يكون قد أخذ طبيعتنا المحكوم عليها بالموت.
كما أن عبارة تأنس هى ضد تعاليم الهرطقة الأبولينارية التى نادت بأن ناسوت السيد المسيح كان جسداً فقط دون روح إنسانية.
فالسيد المسيح إله كامل وإنسان كامل "صلب عنا" أى نيابة وبدلاً عن كل البشرية لكى يفديها بموته على الصليب.
فالسيد المسيح نفس بارة ماتت عن أنفس خاطئة. فهو على الصليب لم يكن خاطئاً وإنما حمل خطايا العالم كله الماضية والحاضرة والمستقبلة.
وعبارة على "عهد بيلاطس البنطى" تعنى أن الفداء بالصليب كان حدثاً فعلياً فى الزمن وكان فى زمن حكم بيلاطس البنطى.
+ "تألم وقبر وقام من بين الأموات فى اليوم الثالث كما فى الكتب":
هو اعتراف بعمل الفداء الذى قام به الرب يسوع المسيح على الصليب، حيث صلب حقاً وتألم فى الجسد، وقبر دون أن يفارق لاهوته أى من الجسد الموجود فى القبر أو الروح الإنسانية التى نزلت إلى الجحيم. وفى اليوم الثالث قام المسيح بقوة لاهوته متحد بكل من الجسد والروح منتصراً على الموت.
+ "صعد إلى السموات وجلس عن يمين الآب":
الصعود هنا هو صعود الجسد وليس اللاهوت، لأن اللاهوت لا يصعد ولا ينزل، فهو موجود فى كل مكان، مالئ كل مكان. فالسيد المسيح صعد إلى السماء جسدياً كما نصلى فى القداس الغريغورى "وعند صعودك إلى السموات جسدياً" وكان الصعود بالجسد القائم الروحانى الممجد الذى لا يدخل فى نطاق الجاذبية الأرضية. كما أن عبارة صعد إلى السموات تعنى سماء السموات وهى الخاصة بمجد الله (مت5: 34).
+ والجلوس عن يمين أبيه:
ورد فى مواضع عديدة من الكتاب المقدس (مز16: 19)، (عب8: 1)، (عب1: 3). كما أن عبارة جلس عن يمين أبيه، فالله ليس فيه شمال أو يمين، لأنه ليس محدوداً مثل الكائنات المخلوقة. فلا يوجد فراغ من اللاهوت حتى يجلس الابن عن اليمين.
وإنما كلمة يمين فى المصطلح الكتابى تعنى أحياناً القوة أو البر أو الكرامة، كما يقول المرنم فى المزمور "يمين الرب صنعت قوة يمين الرب رفعتنى، يمين الرب صنعت قوة، فلن أموت بل أحيا......الخ"(مز118: 15-17)
كما أن عبارة جلس "تعنى استمر فى القوة والمجد والكرامة، بعد ان كان فى حالة إخلاء للذات.
6- المجئ الثانى للسيد المسيح:
عبارة "وأيضاً يأتى فى مجده ليدين الأحياء والأموات الذى ليس لملكه انقضاء" تعنى أن السيد المسيح يأتى فى مجد طبيعته الإلهية، وليس فى مجد جديد يمنح له، بل مجده الخاص به الذى كان قبل كون العالم (يو17: 5)، وهو هو المجد الذى كان محتجب، أو فى حالة إخلاء أثناء التجسد كإنسان.
كما أن المجئ الثانى هو للدينونة فى انقضاء العالم، حيث تكون القيامة العامة لجميع من فى القبور، فيخرج الذين فعلوا الصالحات الى قيامة الحياة والذين فعلوا السيئات إلى قيامة الدينونة (يو5: 28-29)
فالسيد المسيح يأتى فى مجيئه الثانى "المخوف المملوء مجداً" للدينونة والمكافأة وعبارة "الذى ليس لملكه انقضاء" تعنى أن المسيح كما هو أزلى لا بداءة له، كذلك هو أبدى لا نهاية له (لو1: 33) (دا7: 14)
7- لاهوت الروح القدس:
بعد أن تحدث قانون الإيمان عن لاهوت الابن وتجسده وفداءه.....الخ، ينتقل للحديث عن لاهوت الروح القدس، وهو الجزء الذى قرره مجمع القسطنطينية 381م، كما ذكرنا سابقاً.
يقول قانون الإيمان "نعم نؤمن بالروح القدس الرب المحيى المنبثق من الآب، نسجد له ونمجده مع الآب والابن، الناطق فى الأنبياء"
الروح القدس هو روح الآب وروح الابن، وهو الأقنوم الثالث فى الثالوث القدوس (مر13: 11)، (لو
:
) (غلا4: 6) (1بط1: 11)، لذلك يبدأ هذا الجزء بعبارة نعم نؤمن بالروح القدس أنه هو الرب المحيى.
وعبارة الرب المحيى تعنى الإله الذى يمنح الحياة، أى أنه يخلق يقول المزمور عن المخلوقات " كلها اياك تترجى لترزقها قوتها فى حينه، تنزع أرواحها فتموت وإلى ترابها تعود. ترسل روحك فتخلق" (مز104: 27، 30).
أيضاً الروح القدس أزلى كما أن الابن أزلياً. يقول الكتاب "فكم بالحرى يكون دم المسيح الذى بروح أزلى قدم نفسه لله" (عب9: 14). فالروح القدس هو روح المسيح الأزلي، فالأزلية هى صفة من صفات الله وحده.
عبارة المنبثق من الآب تؤكد على وحدة الجوهر فى الثالوث، وان جوهر الروح القدس هو نفس جوهر الآب والابن، مع وجود التمايز فى الأقانيم الثلاثة. ومثال ذلك قرص الشمس. فالقرص متميز عن أشعة الضوء والحرارة المنبثقة من الشمس.
وولادة الابن من الآب، وإنبثاق الروح القدس من الآب، ليس معناه أن الآب متقدم عن الابن والروح القدس، ولكن باعتبار أن الآب هو الينبوع أو قرص الشمس أو الذات الإلهية.
والمنبثق من الآب يطابق ما ورد فى (يو15: 26) حيث قال السيد المسيح "روح الحق الذى من عند الآب ينبثق"
وهناك فرق بين الانبثاق والإرسال من الناحية اللاهوتية. فالانبثاق منذ الأزل أما الإرسال فهو فى حدود الزمن. الانبثاق يكون من الآب أما الإرسال فعن طريق الابن.
وهذا بخلاف ما تعلم به الكنيسة الكاثوليكية بخصوص انبثاق الروح القدس من الآب والابن، الذى يجعل هناك أصلان فى الثالوث وبالتالى يدعو إلى تعدد الآلهة.
وعبارة "نسجد له ونمجده" فى قانون الإيمان لئلا يظن البعض أن الروح القدس أقل من الآب والابن. لذلك فعبارة نمجده، تعنى أنه له نفس المجد الذى للآب والابن وتعنى المساواة بين الأقانيم الثلاثة.
وعبارة "الناطق فى الأنبياء تعنى الوحى الإلهى، أى أن الروح القدس هو الذى يلهم الأنبياء ويوحى إليهم. حتى كتبوا أسفار الكتاب المقدس بعهديه القديم والجديد.