أمن بالرب يسوع المسيح فتخلص انت واهل بيتك اع 16 : 31
هذه الآية يتخذها البعض برهانا على الخلاص بالايمان فقط !! لأن فيها يقول بولس الرسول لسجان :فيلبى : ( آمن 00 فتخلص 00 ) ( أع 16 : 31 ) وينسى الذين يستخدمون هذه الآية عدة أمور هى : لمن قيلت ؟ 00 وتكلمت الآية ؟ 00 وماذا حدث بعدها ؟ 00 والآيات الأخرى المتعلقة بالموضوع 0
1- أولا : قيلت هذه الآية لرجل أممى ، غير مؤمن ، مهما فغل من أعمال صالحة فلن تجديه شيئا بدون الايمان بالمسيح !!
لذلك كان لابد من لرشاده الى الخطوة الأولى التى بدونها لا يمكن أن ينال شيئا من الخلاص 0 فاذا خطا هذه الخطوة ، يمكن ارشاده الى ما يتلوها من خطوات 000 لم يكن مناسبا أن يكلم الرسولان هذا السجان عن أهمية الأعمال الصالحة ، لأنها بالنسبة اليه لا يمكنأن تفيده وهو غير مؤمن 000 والوضع السليم أن يتدرجا معه خطوة خطوة ، حتى يصل 0
2 – والخطوة الأولى تستخدم أحيانا فى الكتاب المقدس للدلالة على العمل كله الذى يبدأ بتلك الخطوة 0
مثال ذلك قول سمعان الشيخ عندما حمل المسيح الطفل بين ذراعيه : ( الآن يارب تطلق عبدك حسب قولك بسلام ، لأن عينى قد أبصرتا خلاصك 000 ) ( لو 2 : 28 –31 ) بينما أن سمعان الشيخ لم يبصر خلاص الرب الذى لم يتم الا بدم المسيح على الصليب عندما دفع الرب ثمن الخطيئة بموته عنا !! ولكن سمعان أبصر فقط تجسد الرب وميلاده 0 ولما كان تجسد الرب هو الخطوة التنفيذية الأولى التى تؤدى الى الخلاص ، لذلك قال سمعان الشيخ فى ثقة : ( لأن عينى قد ابصرتا خلاصك 00 )
وبهذا الأسلوب تقريبا ، تتحدث بولس وسيلا مع سجان فيلبى ليس عن أن ايمانه فقط هو الذى سيخلصه ويخلص أهل بيته ، وانما على أنه الخطوة الأولى التى تؤدى الى خلاص البيت 00
3 – وأكبر دليل على أن المقصود بهذا الخلاص هو الخطوة الأولى المؤدية اليه ، هو قول الرسول لهذا السجان : ( فتخلص أنت وأهل بيتك ) 0
اذ كيف يمكن أن يخلص أهل بيته بمجرد ايمانه ؟! 0 هل ايمان انسان يخلص شخصا آخر ؟! ولكن الوضع السليم هو ان ايمان هذا الشخص هو مجرد الخطوة الأولى التى ستقوده الى الخلاص عندما يعتمد باسم يسوع المسيح ، وأيضا سيقنع اسرته بالايمان ويكون فاتحة خير للأسرة ، وهكذا يخلص هو وأهل بيته 000
4- ولذلك نرى أن هذه الآية كان لها تكملة ،
اذ يقول الكتاب أن بولس وسيلا ( كلماه وجميع من فى بيته بكلمة الرب 000 واعتمد فى الحال هو والذين له أجمعون )
5- ونحن اذا أخذنا هذه الآية : ( آمن بالرب يسوع فتخلص أنت وأهل بيتك )
انما يجب أن نضع الى جوارها آيات أخرى لنكمل فهم الموضوع ، وسأذكر لكم مثالا بسيطا له دلالته القوية :
تقدم شاب الى السيد المسيح ليسأله : ( أى صلاح أعمل لتكون لى الحياة الأبدية ؟ ) ( مت 19 : 16 ) فلم يقل له السيد المسيح : ( آمن فتخلص ) وانما قال له : ان اردت أن تدخل الحياة فاحفظ الوصايا )
هلى نجرؤ نحن ونقول أن مجرد حفظ الوصايا كاف للخلاص ، بدون ايمان ، وبدون معمودية ، وبدون أسرار ؟ كلا اننا لا يمكن أن نخطئ الى انفسنا ولا الى الناس ولا الى الايمان ذاته باستخدام الآية الواحدة 000
فى هذا المثال أيضا نجد أن الشاب عندما قال عن الوصايا : ( هذه حفظتها منذ حداثتى ، فماذا يعوزنى بعد ؟ ) حينئذ قال له ربنا يسوع ( ان أردت أن تكون كاملا ، فاذهب وبع أملاكك وأعط الفقراء فيكون لك كنز فى السماء وتعال اتبعنى ) هنا أيضا لم يحدثه السيد المسيح عن الايمان 0 ولا عن النعمة 000 فهل نستخدم هذا المثال لنقلل من قيمة الايمان ، اذ لم يرد له ذكر فى حديث الرب عن نوال الحياة الأبدية ؟!
كلا ، حاشا لنا أن نفعل هذا ونستخدم الآية الواحدة ، فلكل مجال الكلام اللائق به وفى هذا المثال كلم الرب الشاب الغنى بما يناسب حالته وبما يعالج أمراضه الداخلية الأصلية 000
نتناول آية أخرى من التى يستخدمها البروتستانت ومن يجرى فى مجراهم 000
فاذا قد تبررنا بالأيمان لنا سلام مع الله ( رو 5 : 1)
يأتيك انسان من الذين يهتمون بالآية الواحدة ، ويقول لك : هوذا أمامك آية صريحة تقول ان تبررنا بالايمان ، فلا داعى لأن تجادل أو تفتح فمك ! هل تنكر الآية أو تعارض كلام الله ! 000
لا يا أخى ، نحن لا ننكر الآية ، ولا نعارض كلام الله 0 ولكننا نضع الى جوار هذه الآية أخرى
من نفس رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية ، ونرى ماذا يمكن أن نفهمه من الآية 0 يقول الرسول : ( لأن الذين يسمعون الناموس هم أبرار عند الله ، بل الذين يعملون بالناموس هم يبررون ) ( رو 2 : 13 )
هنا كلام عن تبرير من يعمل بالناموس ، هل نسمح لأنفسنا أن نخطئ ونستخدم الآية الواحدة ، ونقول أن الأعمال وحدها هى التى تخلص
معتمدين على قول الرسول : ( بل الذين يعملون بالناموس هم يبررون ) ؟! كلا ، بل نحن نضع الآيتين معا ( رو 2 : 13 ) ، ( رو 5 : 1 ) 0 ونخرج بتعليم صحيح يتفق مع كلام الله ، وهو أن عمل الايمان فى التبرير لا ينكر أهمية الأعمال ، ولزوم الآعمال لتبرير لا ينكر قيمة الايمان 000
هذه الآية التى تقول ( اذ قد تبررنا بالايمان ) نضع الى جوارها آية أخرى هى ( ترون اذن أنه بالأعمال يتبرر الانسان ، لا بالايمان وحده ( كذلك راحاب الزانية أيضا ، أما تبررت بالأعمال ، اذ قبلت الرسل وأخرجهم فى طريق آخر ) ( يع 2 : 24 ، 25 ) 0
نأخذ آية أخرى :
اما الذى لايعمل ولكن يؤمن بالذى يبرر الفاجر فايمانة يحسب برا (رو 4 : 5)
فهل تعنى هذه الآية أن الله يبرر الفاجر إذا ثبت في فجوره دون عمل التوبة ؟! حاشا 0 إذن لكى نفهم هذه الآية فلنضع أمامها آيات أخرى توضحها 0 ولنبدأ بآية من نفس الرسالة إلي رومية حيث يقول الرسول ( 1 : 18 ) ( لأن غضب الله معلن من السماء على جميع فجور الناس وأثمهم )
تضيف إليها آية أخرى من الرسالة الثانية لبطرس الرسول : ( واذ رمد مدينتى سدوم وعمورة ،
حكم عليهما بالانقلاب ، واضعا عبرة للعتيدين أن يفجروا ) ( 2 بط 2 : 6 ) وهكذا أظهر لنا الرسول أن الفاجر يشترك فى مصير سدوم وعمورة 0
وهذا أيضا يشرحه معلمنا يهوذا الرسول اذ يقول : وتنبأ عن هؤلاء أيضا أخنوخ السابع من آدم ) قائلا : ( هوذا قد جاء الرب فى ربوات قديسيه ليصنع دينونة على الجميع ، ويعاقب جميع فجورهم ، على جميع أعمال فجورهم التى فجروا بها ) ( يه 14 ، 15 ) 0
لا يمكن أن نفهم اذن من الآية التى قالها بولس الرسول أنه يكفى للفاجر أن يؤمن فقط لكى يخلص ، بقائه فى فجوره 0 فان بولس نفسه أنذرنا فى صراحة تامة قائلا : ( لاتضلوا 0 لا زناة ، ولا عبدة أوثان ، ولا فاسقون ، ولا مأبونون ، ولا مضاجعو ذكور 00 يرثون ملكوت الله ) ( 1كو 6 : 9 ، 10 ) 0
أما عبارة ( لا يعمل ) فلعل المقصود بها هنا أعمال الناموس الطقسية ، كالختان بالذات كما يظهر من باقى النص ( رو 5 : 6 –
)
لا يصح مطلقا أيها الأحباء أن نسير بطريقة الآية الواحدة ، فهى طريقة خاطئة وخطر وغير أرثوذكسية0
أن أتاك أحد فى يوم من الأيام بآية من الآيات ، مهما كانت صريحة وواضحة ، فقل له : أنا لا تنفعنى الآية الواحدة ( لنضع أمامنا جميع النصوص الت تتعلق بهذا الموضوع ، ثم نتفاهم معا ( احترسوا من أن تخدعكم الآية الواحدة ، فربما لها مناسبة معينة ، وربما لها تكملة ، وهذه التكملة هى التى توضح معناها ( وسأضرب لكم لذلك بعض الآمثلة :