سر الأفخارستيا للتناول
لكى ندرك أهمية التناول من جسد الرب ودمه ، يكفى من باب الاختصار أن نذكر قول المسيح : ( الحق الحق أقول لكم ! إن لم تاكلوا جسد ابن الإنسان وتشربوا دمه ، فليس لكم حياة فيكم 0 من يأكل جسدى ويشرب دمى ، فله حياة أبدية وأنا أقيمه فى اليوم الأخير 000 من يأكل جسدى ويشرب دمى يثبت فى وأنا فيه ) ( يو 6 : 53 – 58 ) 0 هنا نرى الحياة الأبدية متعلقة بالتناول من جسد الرب ، بحيث أن الذى لا يتناول لا تكون له حياة ، أى يهلك 000 أتسأل بعد هذا عن لزوم التناول للخلاص ؟ !
إن كنا أرثوذكسى ونؤمن بالإيمان الأررثوذكسى ، فنحن إذن نؤمن بما نقوله فى القداس الإلهى عن جسد الرب الذى نتناوله : ( يعطى عنا خلاصاً وغفرانا للخطايا ، وحياة أبدية لكل من يتناول منه ) أيسأل أحد ويقول : ( هل ممكن الخلاص بدون تناول ؟ أقول كلا ، لا يمكن 0 لأن جسد الرب يعطى عنا خلاصاً وغفراناً للخطايا وحياة أبدية لكل من يتناول منه 0
فكيف نشرح هذا من الناحية اللاهوتية ؟00
إن المعمودية قد خلصتك من الخطيئة الأصلية ، وهذا هو الخلاص الأول الذى نلته 0 والمعمودية قد صيرتك ابنا لله وجعلتك مستحقاً لنوال استحقاقات الدم 0 ولكنك فى كل يوم تخطئ ، وتحتاج أن تمحى خطيئتك بالدم ( إن قلنا أنه ليس لنا خطيئة ، نضل أنفسنا وليس الحق فينا ) ( 1يو 1 : 8 ) أنت إذن فى كل يوم تخطئ وتحتاج إلى جسد المسيح المذبوح عنك 0 تحتاج إلى الذبيحة المقدسة كفارة لخطاياك 0 وما الذبيحة المقدسة فى سر الافخارستيا سوى امتداد لذبيحة المسيح 0 لذلك لا يمكن أن تخلص من خطاياك بدونها ، هذه
التى تعطى عنا خلاصاً وغفرانا للخطايا 0 كما أن بها نثبت فى الرب كما قال 0
قد يأتيك إنسان ويقول لك : أتريد أن تخلص ؟ 00 اطرح نفسك تحت قدمى المسيح ، وقل له : افبلنى يا يسوع !! هذا الكلام يا اخوتى يحتاج إلى اجراءات تنفيذية 000 أتريد أن يقبلك المسيح ؟ 00 هناك طريق للخلاص يقبلك به : تموت مع المسيح وتدفن معه بالمعمودية فيقبلك 0 تمسح بالروح القدس فيقبلك 0 تأكل جسده وتشرب دمه لكى تثبت فيه وهذا يقبلك 0 تعترف بخطاياك فيقبلك 00
هذا هو الطريق العملى الذى يقبلك بها الرب 0 أما أن تطلب منه قبولك دون أنتسير فى طريقه الذى رسمه ، فهذا كلام لائق 0
وبالمثل نقول عن عبارة ( سلم حياتكم ليسوع ) 000 ! ما أسهل أن يلفظ إنسان مثل هذا الكلام ، وما اصعب أن ينفذه 0000 ! هل تظنون تسليم الحياة شئ هين ؟! إن كل جهادنا الروحى يتركز فى هذه العبارة ( تسليم الحياة ) ! ففيها يسلم الإنسان إرادته للرب ، ويسلم قلبه وعواطفه ، ويسلم الإنسان إرادته للرب ، ويسلم قلبه وعواطفه ، ويسلم عزيمته ، ويسلم فكره 000 أى يعمل أعمالاً تليق بالتوبة 0
وإن كنا نتكلم عن سر الافخارستيا فلابد أن نسبقه بكلام عن سر التوبة 0
الأعمال الصالحة
تكلمنا الآن عن الخلاص بدم المسيح ، وكيف أن استحقاق دم المسيح يلزم له الإيمان والمعمودية ، وسر المسحة المقدسة ، وسر التوبة ، وسر الافخارستيا 0 وبقى أن نتحدث عن الأعمال ومركزها فى قضية الخلاص 0 وقد أفردنا لهذا الموضوع فصلا خاصاً لأهميته 0