لا خلاص الا بدم المسيح وحدة
لا إيمان ولا أعمال بدون هذا الدم 0 ان الإيمان هو إيمان بدم المسيح ، والأعمال هى أعمال مؤسسة على استحقاقات دم المسيح 0 وكما يقول الرسول بولس : ( بدون سفك دم لا تحدث مغفرة )
( عب 9 : 22 ) 0
فما هو اذن مركز دم المسيح فى قضية الخلاص ؟ وما هو مركز الايمان ؟ 00 وما هو مركز الأعمال ؟
الأعمال بدون دم المسيح
لا يوجد خلاص الا بدم المسيح ، جميع الأعمال الصالحة مهما سمت ، مهما علت ، مهما كملت ، لا يمكن أن تخلص الانسان بدون دم المسيح 0
لذلك فان الأبرار الذين أرضوا الرب بأعمالهم الصالحة فى العهد القديم ، انتظروا هم أيضا فى الجحيم الى أن أخرجهم منه السيد المسيح بعد صلبه 0
ان الأعمال الصالحة وحدها لا يمكن أن تخلص الانسان بدون الايمان بدم المسيح والا كان الوثنيون ذوو الأعمال الصالحة يخلصون بأعمالهم !! حاشا 0
وكقاعدة عامة أقولها لكم :
جميع الآيات التى وردت فى الكتاب المقدس تهاجم الأعمال ، هى عن الأعمال وحدها بدون دم المسيح ، أو عن أعمال الناموس ( الخاصة بشريعة العهد القديم )
لذلك عندما يقول الرسول : ( لا بأعمال فى بر عملناها ) ( تى 3 : 5) ، أو عندما يقول : ( ليس من أعمال كيلا يفتخر أحد ) ( أف 2 : 9 ) انما يقصد الأعمال وحدها بدون دم المسيح 0 وهكذا ان وجد انسان يعمل أعمالا صالحة ، وهو غير مؤمن ، فان بر الناموس هذا لا يفيده شيئاً وأعماله الصالحةوحدها لا تخلصه بدون الايمان 0
مثل هذا الشخص غير المؤمن ، تقول له : ان أعمالك كلها لا تكفئ آمن بالرب يسوع فتخلص 0
هناك فرق جوهرى أساى بين الكلام الذى يقال للمؤمن ، والكلام الذى يقال لغير المؤمن 0 فى حديثك مع غير المؤمن ، يجب أن تحطم جميع الأعمال، كلها بدون دم المسيح لا تفيد شيئا ، مثل هذا تقولله : أن أعمالك لا تخلصك 000 الذى يخلصك هو دم المسيح 0 ان دم المسيح هونقطة البدء فى موضوع الخلاص 0
ولكن بعد أن يؤمن ، ينبغى أن تحدثه عن الأعمال الصالحة التى تليق بايمانه ، لأن الايمان بدون أعمال ميت 0 ( يع 2 : 20 )
لماذا لا يكون الخلاص الا بدم المسيح ؟ 00
1- الخطية هى عصيان لله ، وتعد على حقوقه ، وعدم محبة له 000
والله غير محدود ، اذن فالخطية غير محدودة لأنها موجهة ضد الله غير المحدود 0
ومهما عمل الانسان فان أعماله محدودة ، لذلك لا تغفر الخطية الا كفارة غير محدودة 00
ولا يوجد غير محدود الا الله 0 لذلك لم يكن هناك حل لمغفرة الخطية سوى أن يتجسد الله ذاته ويموت 0 ويكون موته كفارة غير محدودة ، توفى عدل الله غير المحدود ، فى الاقتصاص من الخطية غير المحدودة 0 الموجهة ضد الله غير المحدود 0
2- هذا الكلام ينطبق على خطيئة آدم كما ينطبق على خطية أى انسان ، لأن الخطية هى الخطية ، وعدل الله هو هو ، وعقاب الخطية تفتقدنا ، وقد افتقدنا فملا وخلصتنا بدم المسيح الذى به وحده الخلاص 0
3-من أجل هذا قال معلمنا بولس الرسول : ( متبررين مجانا بنعمته بالفداء الذىبيسوع المسيح ، الذى قدمه الله كفارة بالايمان بدمه لاظهار بره من أجل الصفح عن الخطايا السابقة ) ( رو 3 : 25 ) 0 وقال أيضا : ( الذى خلصنا ودعانا دعوة مقدسة ، لا بمقتضى أعمالنا ، بل بمقتضى القصد والنعمة التى أعطيت لنا ) ( 2 تى 1 : 9 )
وقال أيضا : ( لا بأعمال فى بر عملناها نحن ، بل بمقتضى رحمته خلصنا بغسل الميلاد الثانى وتجديد الروح القدس ) ( تى 3 : 4 ، 5 ) 0 وقال أيضا : ( لأنكم بالنعمة مخلصون ، بالايمان 0 وذلك ليس منكم ، هو عطية الله 0 ليس من أعمال كى لا يفتخر أحد ) ( أف 2 : 8 ) 0
وقال أيضا : ( فان كان بالنعمة ، فليس بعد بالأعمال ، والا فليست النعمة بعد نعمة ) ( رو 11 : 6 )
اننا نورد هذه الآيات التى يستخدمها البروتستانت ، ولا نخبئها ، لأننا لا ننكر نعمة الله علينا ، ولا ننكر خلاص الله المجانى الذى أعطاه لنا ، ولا ننكر أننا كنا كلنا ( أمواتا بالذنوب والخطايا ( أف 2 : 1 ) 0
ولولا دمه الأقدس لهلكنا جميعاً 0
ولكننا نضع هذه الآيات فى موضعها الحقيقى ، ونعترف أننا خلصنا بدم المسيح 0
4-ولكننا نقول أن دم المسيح شئ ، واستحقاق دم المسيح ش آخر 0 ان دم المسيح كاف لمغفرة خطايا العالم كله ، فهل حظى العالم كله بالغفران ؟!
لقد ( أحب العالم حتى بذل ابنه الوحيد ) ( يو 3 : 16 ) فهل خلص العالم كله بهذا البذل ، أم خلص فقط ( كل من يؤمن به ) ؟
اذن فدم المسيح موجود ، مستعد ، مستعد أن يخلص ، وكاف للخلاص ، ولكن للخلاص شروطا يجب ان تستوفى حتى يكون الخاطئ مستحقا لهذا الدم الذى به الخلاص 0
وهكذا أيضا يقول يوحنا الحبيب فى رسالته الأولى عن المسيح أنه ( كفارة لخطايانا 0 ليس لخطايانا فقط بل لخطايا كل العالم أيضا ) ( 1 يو 2 : 2 ) كفارة المسيح اذن غير محدودة تكفى لمغفرة جميع الخطايا لجميع الناس فى جميع الأجيال ، فى الماضى وفى الحاضر وفى المستقبل 0
ولكن مع وجود دم المسيح هناك أشخاص هلكوا ، وأشخاص يهلكون ، وأشخاص سيهلكون ! ذلك لأن استحقاقات دم المسيح لها شروط معينة 0
شروط الخلاص بدم المسيح
أريد من جهة هذه الشروط أن أضع أماكم أربعة أمور جوهرية جداً وهى :
1- الايمان
2- المعمودية
3- الأسرار الكنسية اللازمة للخلاص
4- الأعمال الصالحة
الأيمان
-شرط الإيمان :
والإيمان شرط أساسى لاستحقاق دم المسيح 0 وهكذا قال السيد المسيح عن نفسه : ( 000 لكى لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية ) ( يو 3 : 16 ) 0
وتظهر أهمية هذا الشرط لاستحقاق دم المسيح ، من قول الكتاب فى نفس الإصحاح من فم السيد المسيح نفسه :
( الذى يؤمن به لا يدان 0 والذى لا يؤمن قد دين ، لأنه لم يؤمن باسم ابن الله الوحيد )
( يو 3 : 18 )
ويظهر هذا الشرط أيضا من قول يوحنا الرسول فى خاتمة إنجيله : ( 000 وأما هذه فقد كتبت لتؤمنوا أن يسوع هو المسيح هو ابن الله ،
ولكى تكون لكم إذا آمنتم حياة باسمه ) ( يو 20 : 31 ) 0 هناك شرط إذن وهو أن الخلاص يكون لكم إذا آمنتم 0
وبهذا وعظ بولس الرسول فى أنطاكية قائلا : ( 000 انه بهذا ينادى لكم بغفران الخطايا 0 وبهذا يتبرر كل من يؤمن 000 ) ( أع 13 : 38 ، 39 ) 0
وقد وضح ربنا يسوع المسيح أنه بدون شرط الإيمان هذا لا يمكن أن يكون خلاص بقوله لليهود :
( إن لم تؤمنوا إني أنا هو تموتون فى خطاياكم ) ( يو 8 : 24 ) 0
ما أخطر هذه العبارة ( تموتون فى خطاياكم ) ! دم المسيح موجود ، قادر أن يخلص 0 ولكنه لا يمكن أن يخلصك بدونك 0
يجب أن تقدم شرط الإيمان ، لكى تخلص بدم المسيح 0 إنه الشرط الأول ، ولكنه ليس الشرط الوحيد 0 إنه الخطوة التى تؤهلك للمعمودية 0
شرط الإيمان هذا ورد فى قول بولس وسيلا لحافظ السجن ( آمن بالرب يسوع فتخلص أنت وأهل بيتك ) ( أع 16 : 31 ) 0
2 – ما هو الإيمان ؟ 00
إن كلمة الإيمان كلمة واسعة جداً جداً ، تدخل فيها أمور كثيرة 0 وإن كان بولس الرسول قد قال اننا ( قد تبررنا بالايمان ) ( رو 5 : 11 ) فماذا يقصد بهذا الايمان قد تبررنا به ؟
لذلك يضع بولس الرسول أمامنا سؤالا خطيراً جداً فى موضوع الايمان 0 اذ يقول ( جربوا أنفسكم ، هل أنتم فى الإيمان ؟ 00 امتحنوا أنفسكم ) ( 2 كو 13 : 5 ) إذن لابد أن نختبر أنفسنا ونرى هل نحن حقا فى الإيمان أم لا 0 ما هو هذا الإيمان ؟ 00