المعمودية
اهمية المعمودية للخلاص
تظهر أهمية المعمودية من قول السيد المسيح لنيقوديموس ( الحق الحق أقول لك إن كان أحد لا يولد من فوق ، لا يقدر أن يرى ملكوت الله ) ( يو 3 : 3 ) 0 وقد شرح معنى هذه الولادة ، فأجاب على سؤال نيقوديموس بقوله ( الحق الحق أقول لك : إن كان أحد لا يولد من الماء والروح لا يقدر أن يدخل ملكوت الله ) ( يو 3 : 5 )
وهذه آية صريحة تعنى أنه بدون المعمودية لا يقدر الإنسان أن يدخل الملكوت ، ولا يقدر أن يعاينه 0 وبهذا يكون الخلاص عن طريق المعمودية التى يمهد لها الإيمان 0
وهكذا قال السيد المسيح فى صراحة ووضوح ( من آمن واعتمد خلص ) ( مر 16 : 16 ) وهكذا أيضا عندما أرسل تلاميذه لنشر ملكوته على الأرض قال لهم ( فاذهبوا وتلمذوا جميع الأمم ، وعمدوهم باسم الآب والابن والروح القدس ، وعلموهم أن يحفظوا جميع ما أوصيتكم به )
( مت 28 : 19 ، 20 ) وهذه الآية تدل على أن الخلاص يلزمه الإيمان الذى يأتى بالتلمذة ، والمعمودية تدل على أن الخلاص يلزمه الإيمان الذى يأتى بالتلمذة ، والمعمودية التى هى الباب المباشر ، والأعمال الصالحة بحفظ الوصايا 0 فلو كانت المعمودية غير لازمة للخلاص ، لكان يكفى أن يقول الرب لتلاميذه : ( اذهبوا وبشروا بالإيمان ) بدون ذكر للمعمودية 000
ومعلمنا بولس الرسول يشرح كيف أن الخلاص يكون بالمعمودية ، وكيف أنها هى الميلاد الثانى ، بقوله فى رسالته إلى تلميذه تيطس أسقف كريت ، حيث يقول ( ولكن حين ظهر لطف مخلصنا الله واحسانه ، لا بأعمال فى بر عملناها نحن ، بل بمقتضى رحمته
خلصنا بغسل الميلاد الثانى وتجديد الروح القدس ) ( تى 3 : 4 ، 5 ) 0
ممارسة المعمودية منذ البدء
هذا المبدأ أسسه السيد المسيح ( من آمن واعتمد خلص ) اتبعته الكنيسة منذ البدء ، ففى يوم الخمسين بعد أن وقف بطرس الرسول رافعا صوته بكلمة الإيمان ، ونخس السامعون فى قلوبهم ، ( قال لهم بطرس : توبوا ليعتمد كل واحد منكم على اسم يسوع المسيح لغفران الخطايا فتقبلوا عطية الروح القدس ) ( أع 2 : 37 ، 38 ) وهذه الآية صريحة فى أنه يكون بالمعمودية مغفرة الخطايا 0 وكيف يخلص الإنسان بدون مغفرة خطاياه ؟! إذن فالمعمودية لازمة لخلاص الإنسان ،
فبها تغفر خطاياه 0 وبها يمهد لقبول الروح القدس 0
وعطية الروح القدس ، ننالها فى السر الثانى من أسرار الكنيسة ، سر المسحة المقدسة ، أو سر الميرون 0 والآية السابقة تدل على هذه المعانى كلها 0
فى يوم الخمسين بعد أن تكلم بطرس عن المعمودية ( قبلوا كلامه بفرح ، واعتمدوا ، وانضم فى ذلك اليوم نحو ثلاثة ألاف نفس )
فلو كان الإيمان وحده يخلص الإنسان ماذا كانت الحاجة إلى أن يعتمد فى يوم واحد 3000 نفس ؟! ما كان أسهل أن يقول لهم الرسل : ( ما دمتم قد آمنم أيها الأخوة ، فاذهبوا على بركة الله ، هذا يكفى ، لقد خلصتم وانتهى الأمر 00 ) !! 0
وهكذا نرى أيضا أن الخصى الحبشى بعد أن آمن على يد فيلبس ، قال له مباشرة ماذا يمنع أن أعتمد ؟ ) ( أع 8 : 36 ) 0 وهكذا نزل به فيلبس إلى الماء فعمده 000 وذهب فى طريقه فرحاً 0
وسجان فيلبى الذى آمن على يدى بولس وسيلا ( اعتمد فى الحال هو والذين له أجمعي )
( أع 16 : 33 ) 0
وكرنيليوس أيضا الذى ظهر له ملاك الله ، وقال له صلواتك وصدقاتك صعدت تذكارا أمام الله ، هو أيضا بعد أن كلمه بطرس بكلمة الحياة ، وبعد أن حل الروح القدس على جميع الذين كانوا يسمعون الكلمة ( حينئذ أجاب بطرس : أترى يستطيع أحد أن يمنع الماء حتى لا يعتمد هؤلاء الذين قبلوا الروح القدس كما نحن أيضا وأمر أن يعتمدوا باسم الرب ) ( أع 10 : 47 ، 49 ) 0
وليديا بائعةالأرجوان ، لما آمنت على يد بولس الرسول ( اعتمدت هى وأهل بيتها )
( أع 16 : 15 )
جميلة تلك العبارة التى قالها بولس الرسول عن العماد ( لأن كلكم الذين اعتمدتم للمسيح قد لبستم المسيح ) ( غلا 3 : 27 ) 0 اذن فى المعمودية يلبس الإنسان المسيح 0 أى خلاص أعظم من هذا 00
أن المعمودية هى الباب الذى يدخل منه الإنسان إلى الخلاص ، والإيمان تمهيد لها 0
نقول هذا لأن كثيراً من البروتستانت يظنون أن الإنسان يكفيه أيمانه ليخلصه ! 00 أو يظنون أن الميلاد الثانى يأتى بالإيمان وليس بالمعمودية ! لا يرون أن المعمودية هى الميلاد الثانى ، على الرغم من صراحة الآية بغسل الميلاد الثانى ( تى 3 : 5 ) !! 0
وأيضا على الرغم من قول الرسول فى رسالته إلى أفسس ( أيها الرجال أحبوا نساءكم كما أحب المسيح أيضا الكنيسة وأسلم نفسه لأجلها ، لكى يقدسها مطهراً أياها بغسل الماء بالكلمة ، لكى يحضرها لنفسه كنيسة مجيدة لا دنس فيها ) ( أف 5 : 25 ، 26 ) 0
( لكى يقدسها مطهراً إياها بغسل الماء بالكلمة ) 00 والبروتستانت العبارة معناها يقدسها بالكلمة ! تاركين ومن إليهم يدعون أن هذه عبارة غسل الماء كأن لا معنى لها 00
ان ( الكلمة ) هنا تعنى التبشير 0 فماذا تعنى عبارة ( غسل الماء ) ؟ تعنى المعمودية التى يصل إليها الإنسان بالتبشير أى بالكلمة 0 وهكذا تنطبق وصية السيد المسيح ( تلمذوهم 000 وعمدوهم 000 ) 0 ( تلمذوهم ) بالكلمة 0 ( وعمدوهم ) بغسل الماء 0
شرح اهمية المعمودية لاهوتيا
ما هو جوهر التعليم المسيحى عن المعمودية كوسيلة للخلاص 0 لماذا هى لازمة للخلاص ؟ ولماذا لا يمكن لأحد أن يخلص بدونها ؟ المسألة واضحة جداً ، نشرحها فيما يلى :
يقول الكتاب ( أجرة الخطيئة هى موت ) رو 6 : 23 ) اذن لابد من الموت ، ولابد أن طريق الخلاص يبدأ بالموت 00 ويستمر الخلاص بالموت 000 وآخر مرحلة للخلاص تأتى بالموت 0 يبدأ الخلاص بالموت ، وينتهى بالموت ، ويستمر باتلموت ، لأن أجرة الخطيئة هى موت 0 فما معنى هذا الكلام
أ – بدأ الخلاص بالموت :